يتمتع كل من فلسطين والأردن بتاريخ طويل من أهمية دينية حيث كانت جميع الأراضي تسكنها الحضارات القديمة. وقد أدى زيادة معاداة السامية (معاداة اليهود) في أوروبا الى هجرة العديد من اليهود الى فلسطين حيث بدؤوا بالتأسيس الى قيام دولة اسرائيل.
وعلى الرغم من أن اليهود والمسلمين تتمتعان بتاريخ طويل من التعايش في الشرق الأوسط، الا أن التدفق الجماعي للمهاجرين اليهود إلى الأراضي الفلسطينية الذي بدأ في عام 1930 م بسبب الاضطهاد في أوروبا خلق مصدر قلق كبير لدى العرب بتشكيل دولة يهودية. واستمرت الأعمال العدائية لسنوات عدة وأسفرت عن الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. وبالإضافة إلى القمع والقتل والاضطهاد، اضطر الفلسطينيون إلى مغادرة وطنهم وانفصلوا عن عائلاتهم والآن هم منتشرون في جميع أنحاء العالم.
تأسست الحدود بين الأردن وفلسطين بموجب اتفاق سايكس بيكو لعام 1916 م. ووافقت بريطانيا وفرنسا على تقسيم جزء كبير من الشرق الأوسط إلى مناطق نفوذ لرسم حدود جديدة في المنطقة وكان هذا يتعارض مع تعهد المفوض السامي البريطاني في القاهرة، السير هنري مكماهون، إلى الشريف حسين في سلسلة من المراسلات التي وعدت بالمساعدات العسكرية ودعم الاستقلال العربي مقابل قيام الشريف الحسين بقيادة تمردا ضد الدولة العثمانية. ثار العرب ضد الدولة العثمانية ولكن لم يمنحوا الاستقلال في أعقاب الحرب كما وعدوا، وهذا بدوره جعله سببا للاستياء ضد الغرب. وبعد الحرب العالمية الأولى، أصبح كل من العراق وفلسطين تحت الانتداب البريطاني، بينما أصبح ما تعرف به اليوم سوريا ولبنان جزءا من الانتداب الفرنسي.
وبعد إعلان بلفور في عام 1917، سلمت فلسطين لبريطانيا والتي وافقت على بناء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين. ومهد الإعلان الطريق لزيادة الاستيطان اليهودي في فلسطين، والتي كان يسكنها كثر من 90٪ من السكان العرب وتم انتزاع الملكية من الغالبية العظمى من السكان الفلسطينيين في عام 1948م. خلقت أهمية هذا الإعلان ردا سياسيا خطيرا أسفرعن حرب 1967 بين العرب وإسرائيل وإنشاء دولة إسرائيل.
سببت الحملة الاسرائيلية خلال السنوات اللاحقة في قهروطرد السكان العرب نوعا من العنف والمقاومة. وفي الوقت نفسه، كانت جهود إسرائيل في تدمير القرى والحقول المهجورة وإقامة المستوطنات اليهودية في مكانها، مقصودة بهدف منع الفلسطينيين من العودة إلى ديارهم. وكانت الظروف مثل تقليص الخدمات العامة، وعدم توافر فرص العمل، والخوف من الفوضى والاضطراب بمثابة تأثير الدومينوفي ذلك الوقت. وكما استقرالعديد من اللاجئين في مخيمات اللاجئين المكتظة ذو الظروف السيئة في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وسوريا ولبنان والعراق. وطالب الفلسطينيون بأن يكون لهؤلاء اللاجئين الحق في العودة إلى ديارهم في ظل قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.
وكما زادت القومية الفلسطينية، زاد كذلك العدوان الإسرائيلي، وأدى استمرار الاضطهاد الإسرائيلي الى الانتفاضة الأولى، والتي كانت ثورة ضد سياسات منهجية تعرقل معيشة الفلسطينيين. وكانت مساعي الوساطة قد بادرت باتفاقات أوسلو، والتي كانت اعلانا عن المبادئ المتعلقة بترتيبات الحكم الذاتي المؤقت. وكانت هذه هي المحاولة الأولى لمفاوضات السلام المباشرة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية. وكما أكدت هذه الاتفاقات على انسحاب إسرائيل خلال فترة انتقالية مدتها خمس سنوات من قطاع غزة وأريحا ومناطق غير محددة من الضفة الغربية. وتشكلت السلطة الفلسطينية للحكم الذاتي للضفة الغربية وقطاع غزة. وحاليا، تحكم السلطة الفلسطينية أجزاء من الضفة الغربية فقط. وقد أحكمت حماس سيطرتها على قطاع غزة في عام 2007 م.
منذ اتحاد الضفتين الشرقية والغربية عام 1950 م، تم تخصيص تمثيل متساو لهم في البرلمان الأردني. وقام الأردن بدعم كل من المدارس والعيادات، وباصدار تراخيص الاستيراد والتصدير للتجار، وبطاقات اثبات الشخصية وذلك لتسهيل عمليات السفر والنقل و شهادات الثانوية العامة من المدارس الثانوية. وبعد حرب عام 1967، حصلت إسرائيل على مزيدا من الأراضي التي كانت مخصصة لهم من قبل قرار الأمم المتحدة عام 1948م، وتوسعت لمرتفعات الجولان وسيناء. وأصبحت غزة تحت سيطرت مصر وأدمجت الضفة الغربية مع الأردن. وعندما تم الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية على أنها "الممثل الشرعي الوحيد" للشعب الفلسطيني، أعلن الملك حسين حينها فك الارتباط عن الضفة الغربية وذلك للسماح لمنظمة التحرير الفلسطينية بمزيدا من المسؤولية للمنطقة.
(http://www.kinghussein.gov.jo/his_periods9.html).
خلق تأثير الإنتفاضة شعورا كبيرا من الوحدة والتعاون لتحقيق أهدافا كانت موجودة في الماضي، فقد شهدت زيادة في عدد السكان في الأراضي المحتلة، و كان معظمهم من الشباب والمتعلمين، وكما زاد وجود المنظمات الدولية و التي بدأت بإنشاء مراكز دعم مع تركيزها على النظام القانوني وتعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية. وحاز الفلسطينيون على التعاطف العالمي. وأيضا واصلت جهود السلام استئنافها لكن مع عدم وجود تقدم ملموس. وطالب الفلسطينيون بإخلاء المستوطنات وبالانسحاب التام من كل الأراضي التي احتلت في عام 1967 م. وواصلت إسرائيل توسيع المستوطنات في جميع مراحل عملية السلام التي بدأت في عام 1993 واستمرذلك الى اليوم.