كان مصطفى التل شاعر الأردن القومي، وواحدا من الذين دعموا الحركة المناهضة للاستعمار بالأردن إلى حد كبير. غرس روح الوطنية بين مواطنيه في الوقت الذي كان الأردنييون يبحثون عن هوية خاصة بهم، وكان هو الشاعر الكبير الذي ألف بمواضيع عدة تتعلق بالوضع السياسي والاجتماعي في الأردن.
ولد مصطفى في اربد في عام 1897م وتلقى تعليمه الأساسي هناك. وانتقل بعدها الى دمشق حيث واصل دراساته وشارك في الأنشطة السياسية التي عبرت عن الرفض ضد الإمبراطورية العثمانية والتحريض ضد القومية العربية. نفي الى بيروت الى جانب نشطاء أردنيين آخرين لكنه ما لبث أن عاد قريبا.
كان مصطفى منذ أيامه في المدرسة الثانوية يعمل بنشاط في الأنشطة السياسية بسبب الاضطرابات الإقليمية التي عانى منها العرب والأتراك في طريقهم كجزء من الطموحات الاستعمارية البريطانية. وأصبح مدرساً للأدب العربي في الكرك عام 1922م لكنه أقيل و طرد إلى المملكة العربية السعودية بسبب معتقداته السياسية التي كان ينقلها بشكل مستمر للعامة. وعلى مدى العقد المقبل عاد إلى الأردن و نفي مرة أخرى بعد مرور بعض الوقت. درس مصطفى القانون واعترف به في نقابة المحاميين في السلط في الأردن عام 1939م.
خلال السنوات التي قضاها كمحام، حافظ مصطفى على كتابة الشعر بدافع قومي مليء بالتمرد على الاحتلال الأجنبي الحالي للأراضي الأردنية، وقام بجولة على نطاق واسع لتقديم الخطابات و قراءة الشعر في اجتماعات الشعر معبرا بحرية تامة عن أفكاره. اعتقل مصطفى في عام 1941م بسبب تعبيره عن آرائه السياسية، وتولى قضية الفلاحين الذين عانوا على يد قبيلة الزعبي في الرمثا، الأردن. واستقر في عمان منذ عام 1942 م كمحام، لكنه كان مستمرا في قراءة وكتابة الشعر. كما كان يعرف جيدا معظم الشعراء المعاصرين، وكانت لديه أيضا روابط وثيقة مع نخبة من الشعراء في قصر الملك عبد الله الذي دعي اليه لقراءة شعره.
توفي مصطفى في عام 1949م في عمان، وتم تسمية أرفع جائزة أدبية بالأردن على اسمه، وكذلك المهرجان السنوي للشعر الذي يقام أيضا باسمه. كان مصطفى أيضا باحثا متعطشا وكاتبا للمقالات، وتم توزيع أوراقه السياسية على نطاق واسع بين القراء الأردنيين وكان لديه أتباع كثيرون بسبب آرائه السياسية. ولعب صطفى دورا رئيسيا في خلق الروح الوطنية لدى الشعب الأردني ضد الاحتلال الأجنبي في أراضيهم، وأظهر لهم ضرورة الوقوف ضد القوى الاستعمارية لإنقاذ هيبتهم الوطنية و احترام ذاتهم.