المسجد العمري في مدينة عمان شيد عام 13هـ ، اقيم مكانه المسجد الحسيني الكبير
يعتبر المسجد الحسيني الكبير أول مشروع عمراني أقيم في عمان،حيث بنى عام 1923م .
وتذكر السجلات العثمانية ان الجامع الذي كان يسمى بالجامع العمري في تلك الفترة يقع في مركز ناحية عمان وتولى الشيخ عمر لطفي، وهو من المهاجرين الشركس وظيفة الامامة والخطابة فيه عام 1909 وتولى بعده الشيخ زكريا بن حسن عام 1910 هذه الوظيفة.
والمسجد الحسيني مبني فوق أنقاض المسجد العمري القديم . وقد أورد كلاً من الجغرافي أبو عبد الله محمد بن أحمد المقدسي في كتابه " أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم" وياقوت الحموي في كتابه " معجم البلدان"، وصفاً للمسجد االقديم. ويمكن إجمال وصف المسجد القديم بأنه كان يتألف من صحن تحيط به من الجهات الثلاثة سقائف محمولة على أعمدة، ثم بيت للصلاة سقفه محمول على أعمدة أيضاً؛ تتجه عمودياً نحو حائط القبلة. وقد بني هذا المسجد بحجارة مصنعة بشكل منتظم، كما زينت الواجهة المطلة على صحن المسجد بمكعبات الفسيفساء الملونة.
يعد هذا المسجد اقدم مساجد المملكة ومن اقدم المساجد التي شيّدت خارج شبه الجزيرة العربية ومرت عليه مراحل ترميم واعادة بناء في عهود سابقة من ضمنها العهد الاموي .
وقد ذكر العلماء أنه جامع يشبه المسجد الحرام شكلاً، وأنه مرصع بالفسيفساء؛ قال الرحالة البشاري المقدسي المتوفى عام 380هـ الموافق 990م في أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم المقدسي البشاري 1 / 6.: (عمّان على سيف البادية، ذات قرى ومزارع، ورستاقها-ضواحيها- البلقاء، وهي معدن الحبوب والأنعام، بها عدة أنهار، وأرحِيَة يديرها الماء، ولها جامع ظريف في طرف السوق، مفسفس الصحن، شبه مكة).والمراد بكونه شبه مكة أن تصميم البناء القديم للمسجد يشبه تصميم البناء القديم للمسجد الحرام بمكة، وما زالت ترتفع مآذن مسجد في وسط عمان في الموقع نفسه، وهو المسجد الجامع الذي أقيم الآن مقامه المسجد الحسيني الكبير، واختلفت الأقوال في اسمه القديم؛ فقد يطلق عليه بعضهم المسجد العمري، بينما يسميه آخرون المسجد الجامع، وسمّي بالمسجد الأموي، والعباسي، واسمه المتفق عليه حالياً المسجد الحسيني الكبير؛ نسبة إلى الشريف حسين بن عون رحمه الله، إذ يوجد الآن فوق الباب الخارجي الأوسط نقش يؤرخ لبناء هذا المسجد في عهد سمو الأمير عبدالله بن الحسين؛ نصه: (أمر ببناء هذا المسجد عبد الله ابن أمير المؤمنين الحسين بن علي بن محمد بن عون إبان إمارته على نواحي الأردن عام 1341 هجرية) . واذكر نادرة حدثت عندما كان الامير عبد الله بن الحسين يقوم بتحديد القبلة للمسجد الحسيني وكان معه جون فيلبي ومعه بوصلة ، فحضر الى المكان الشيخ طراف حيمور وهو لبناني من البقاع مقيم في عمان ، فنادى طراف قال من هذا الذي مع الامير وهو يعرفه ، فقالوا جون فيلبي ، فقال طراف حيمور شعرا مخاطبا سمو الامير : سيدنا مثل القمر يضوي*** شرقي مع غربي
ترك قبلة عمــــــــــــــر ** وتبع قبــلة فيلبي
فعدل الامير عن بوصلة فيلبي وبقي على قبلة عمر