ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ﻡ1892 ﺭﺯﻕ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻣﻔﻀﻲ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﻨﺠﺪﺍﻭﻱ ﺃﺣﺪ ﻭﺟﻬﺎﺀ ﺍﻟﺴﻠﻂ ﻭﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺗﺠﺎﺭﻫﺎ ﺑﻄﻔﻞ ﺍﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺳﻤﺎً ﻣﺮﻛﺒﺎً "ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎﻟﺢ، " ﻭﻛﻌﺎﺩﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻠﻂ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻣﻔﻀﻲ ﺑﻄﻔﻠﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻨﺪ ﺑﻠﻮﻏﻪ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻠﻴﻢ ﺯﻳﺪ ﺍﻟﻜﻴﻼﻧﻲ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻓﻬﻴﻢ ﺯﻳﺪ ﺍﻟﻜﻴﻼﻧﻲ ﻟﻴﺘﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻳﻬﻤﺎ ﺗﻼﻭﺓ ﺍﻟﻘﺮﺃﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ، ﺛﻢ ﺃﺩﺧﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺴﻠﻂ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪﻳﺔ ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻛﻤﻞ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺭﺳﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺩﻣﺸﻖ ﻟﻴﻠﺘﺤﻖ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺷﺮﻗﻲ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺪﺭﺳﻤﻦ ﻓﻲ"ﻣﻜﺘﺐ ﻋﻨﺒﺮ"ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺃﺷﻬﺮ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ، ﻭﺑﻌﺪ ﺇﻛﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ"ﻣﻜﺘﺐ ﻋﻨﺒﺮ"ﺍﻟﺘﺤﻖ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺎﻧﺒﻮﻝ ، ﻭﺑﻌﺪ ﺗﺨﺮﺟﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﺤﻖ ﺑﺎﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﺛﻢ ﻋُﻴّﻦ ﻣﺪﻳﺮﺍً ﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺻﻠﺨﺪ ﺛﻢّ ﺍﻟﻤﺰﻳﺮﻳﺐ ﺛﻢ ﺩﺭﻋﺎ ﺛﻢ ﻧﻘﻞ ﻣﺪﻳﺮﺍً ﻟﻠﻨﻔﻮﺱ )ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ( ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﺱ ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻋﻠﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺿﺪ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺣﺰﺏ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﺮﻗــًّـﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺗﺴﻠﻄﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﻗﺎﺩﺗﻪ ﻣﻦ ﻳﻬﻮﺩ ﺍﻟﺪﻭﻧﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﺳﻮﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﺘﺤﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻨﺠﺪﺍﻭﻱ ﺑﺠﻴﺶ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺑﺮﺗﺒﺔ ﻣﻼﺯﻡ ﺃﻭﻝ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺿﺒﺎﻁ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﺩﻣﺸﻖ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ )ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻻﺣﻘﺎً ( ، ﻭﺧﺪﻡ ﺍﻟﻨﺠﺪﺍﻭﻱ ﻓﻲ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﺪﺭﻙ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ )ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ( ﻗﺎﺋﺪﺍً ﻟﻠﻔﺮﺳﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ ﻡ1918 ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻡ ﻡ1920 ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺠﺢ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻮﻥ ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﻃﺆ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﻴﻦ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﻭﺍﺟﺒﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﻴﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﺩﻣﺸﻖ ﻓﺎﻟﺘﺠﺄ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﻗﻲ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﻟﻴﺴﺎﻫﻤﻮﺍ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻷﺭﺩﻧﻲ ﺑﻌﺪ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﺘﺄﺳﻴﺲ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ ﺍﻷﺭﺩﻧﻴﺔ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻨﺠﺪﺍﻭﻱ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﺠﻨﺪﻱ ﻭﺻﺒﺤﻲ ﺍﻟﻌﻤﺮﻱ ﻭﻓﺆﺍﺩ ﺳﻠﻴﻢ ﻭﺑﻬﺠﺖ ﻃﺒﺎﺭﺓ ﻭﺟﻼﻝ ﺍﻟﻘﻄﺐ ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺻﺪﻗﻲ ﺍﻟﺠﻨﺪﻱ ، ﻭﻋُـﻴًّـﻦ ﺍﻟﻨﺠﺪﺍﻭﻱ ﻗﺎﺋﺪﺍً ﻟﺪﺭﻙ ﺍﻟﺴﻠﻂ ﺛﻢَّ ﻧﻘﻞ ﻗﺎﺋﺪﺍً ﻟﺪﺭﻙ ﺍﻟﻜﺮﻙ ﻭﺍﻟﻄﻔﻴﻠﺔ ﺛﻢَّ ﺭُﻓــًّـﻊ ﺇﻟﻰ ﺭﺗﺒﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﻭﻋُـﻴًّـﻦ ﻗﺎﺋﺪﺍً ﻟﺪﺭﻙ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻋﻤﺎﻥ ، ﻭﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﻮﻥ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﺤﻜـَّـﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﺻﻚ ﺍﻻﻧﺘﺪﺍﺏ ﻳﻼﺣﻘﻮﻥ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻌﺎﻃﻔﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻷﺭﺩﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻭﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﺳﺘﻘﻼﻝ ﺷﺮﻗﻲ ﺍﻷﺭﺩﻥ ، ﻭﻗﺎﻡ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰ ﺑﺎﻋﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻨﺠﺪﺍﻭﻱ ﻣﻊ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻷﺭﺩﻧﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻭﻫﺒﻲ ﺍﻟﺘﻞ )ﻋﺮﺍﺭ ( ﻭﺳﺎﻣﻲ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺸﺮﻛﺴﻲ ﻭﻋﻮﺩﺓ ﺑﺎﺷﺎ ﺍﻟﻘﺴﻮﺱ ﺍﻟﻬﻠﺴﺎ ﻭﻧﻔﻮﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺟﺪّﺓ ﺣﻴﺚ ﺃﻣﻀﻮﺍ ﻓﺘﺮﺓ ﻓﻲ ﺳﺠﻦ ﺟﺪّﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺻﺪﺭ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻋﻔﻮﺍً ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻌﺎﺩﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﺎﻥ ، ﻭﺗﻢَّ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻨﺠﺪﺍﻭﻱ ﻓﻲ ﻧﻈﺎﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ )ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ( ﺣﻴﺚ ﺷﻐﻞ ﻣﻨﺼﺐ ﻣﺪﻳﺮ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺰﺓ ، ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ ﺣﺘﻰ ﻋﺎﻡ ﻡ1926 ﺣﻴﺚ ﻗﺪّﻡ ﺍﺳﺘﻘﺎﻟﺘﻪ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺑﻄﻠﺐ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺧﻴﺺ ﻹﺻﺪﺍﺭ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺃﺳﺒﻮﻋﻴﺔ ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺳﻢ"ﺍﻷﻧﺒﺎﺀ"ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺑﻌﺪ ﺣﺼﻮﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺧﻴﺺ ﻹﺻﺪﺍﺭﻫﺎ ﻓﻘﺎﻡ ﺑﺒﻴﻊ ﺍﻟﺘﺮﺧﻴﺺ ﺻﻮﺭﻳﺎً ﻟﺼﺪﻳﻘﻪ ﻭﺭﻓﻴﻘﻪ ﻓﻲ ﺳﺠﻦ ﺟﺪّﺓ ﺷﺎﻋﺮ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻭﻫﺒﻲ ﺍﻟﺘﻞ )ﻋﺮﺍﺭ ( ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺪﺭ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﺪﺩﺍً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻟﻢ ﺗﻜﺘﻤﻞ ﻃﺒﺎﻋﺘﻪ ﺣﻴﺚ ﺃﻟﻐﺖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺧﻴﺺ ﺑﻀﻐﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﻴﻦ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻷﻭﻝ. ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻘﺪ ﺗﺄﺛﺮ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻨﺠﺪﺍﻭﻱ ﻛﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﺃﺗﺮﺍﺑﻪ ﺍﻟﺸﺒّﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺑﺄﻓﻜﺎﺭ ﻭﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺒﻨﺎﻫﺎ ﻋﺪﺓ ﻧﻮﺍﺩﻱ ﻭﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﻠﻨﻴﺔ ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﺳﺮﻳّﺔ ﻛﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﻭﺓ ﺍﻟﻮﺛﻘﻰ ﻭﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻭﺣﺰﺏ ﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺩﻱ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺸﺒَّﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺗﺄﺛﺮﺍً ﺑﻄﺮﻭﺣﺎﺕ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺮﻭﻧﻪ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻟﻢ ﻛﺎﻟﻨﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺣﺰﺏ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﺮﻗــًّـﻲ ﺗﻤﺎﺭﺳﻬﺎ ﺿﺪ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺘﺮﻳﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﻗﺎﺩﺗﻪ ﻣﻦ ﻳﻬﻮﺩ ﺍﻟﺪﻭﻧﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﺳﻮﻧﻴﻴﻦ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺗﻌﺎﻃﻒ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻨﺠﺪﺍﻭﻱ ﻣﻊ ﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺭﺍﺀ ﺇﺑﻌﺎﺩﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﻧﻘﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﺁﺧﺮﻫﺎ ﻣﻨﺼﺐ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1916ﻡ. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋُـﻴًّـﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻨﺠﺪﺍﻭﻱ ﺑﻮﻇﻴﻔﺔ ﻣﻔﻮّﺽ ﺟﻤﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ ﺍﻷﺭﺩﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ﻡ1927 ﺍﻧﻀﻢّ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻨﺠﺪﺍﻭﻱ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒّﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻲ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺣﺰﺏ ﺳﺮّﻱ ﺃﻃﻠﻘﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺳﻢ"ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ"ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻭﺇﻋﻼﻧﻬﺎ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺗﺤﺖ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺷﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺟﺒﺮﻩ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ﻡ1920 ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻧﺠﺤﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﺼﻞ ﻣﻠﻜﺎً ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻛﺘﺸﻒ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻮﻥ ﺩﻭﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻨﺠﺪﺍﻭﻱ ﻓﻲ"ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ"ﻃﻠﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﻘﻠﻪ ﻣﻦ ﺩﻣﺸﻖ ﻓﺮﻓﺾ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﻨﺸﺎﻃﺎﺕ"ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ"ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ ﻓﺄﻭﻋﺰ ﻫﺆﻻﺀ ﺇﻟﻰ ﺣﻠﻔﺎﺋﻬﻢ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﺤﻜـَّـﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﻓﻀﻐﻄﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ ﻭﺃﺟﺒﺮﻭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﻣﻮﻇﻒ ﺍﻟﺠﻤﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﻓﺎﺿﻄﺮ ﺍﻟﻨﺠﺪﺍﻭﻱ ﻟﻠﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ﻡ1932 ﻟﻴﺘﻨﻘﻞ ﻓﻲ ﻋﺪّﺓ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﺭﻙ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺣﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ﻡ1946 ﻓﺘﻔﺮّﻍ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺷﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺗﺄﺳﻴﺲ"ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻷﺭﺩﻧﻲ"ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﺃﺳﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺍﻟﺸﻤﺎﻳﻠﺔ ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﻠﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻟﺠﺄ ﺍﻟﻨﺠﺪﺍﻭﻱ ﻣﻊ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﻣﺼﺮ ﺛﻢ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻋﻤّﺎﻥ ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﺳًّـﺲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ