بعضُ آثار ونقوشُ (شابيرا) (المُؤابيّة) المزوّرة .. عام 1873م (حكاية (شابيرا) وحجر ميشع والآثار المؤابية المزيّفة ..!؟) ________________________ - موسيس فيلهلم شابيرا، كان تاجر آثار في القدس وبيت لحم بفلسطين منذ العام 1861م. - ولد موسيس ويلهلم شابيرا في عام 1830، لأبوين بولنديين يهوديين في (كامينيتس – بودولسكي) الروسية، التي أصبحت لاحقاً في بولندا، وهي حاليّا في أوكرانيا. حيث هاجر والد شابيرا إلى فلسطين في عام 1856، وكان ابنه في سن ال 25. وتوفّي جدّه، الذي رافقه، في الطريق. - في القدس، تحول موسيس شابيرا الى المذهب الانجليكاني، في العام 1861، وأسس، في الحي المسيحي، في القدس، محلّا لتجارة وبيع حاجيات الحجاج المسيحيين إلى الأراضي المقدّسة، بما فيها الآثار القديمة، التي كان يحصل عليها من المزارعين العرب. - أصبح شابيرا مهتما بالقطع الأثرية التوراتية، بعد ظهور ما يسمّى الحجر المؤابي، أو مسلّة ميشع. حيث كان طرفاً رئيسيّا في الصراع الدائر حول قطع الحجر بين الأطراف الألمانية والبريطانية و الفرنسية. حيث حصلت فرنسا في نهاية المطاف على شظايا من الحجر الأصلي. وقام شابيرا بتزويد المعنيين بأجزاء من نقوش الحجر التي احترقت، بمساعدة شريكه المسيحي العربي (سالم القاري ..؟) وغيره. - بدأ شابيرا بصناعة العديد من القطع الأثرية الوهمية المؤابية؛ تماثيل طينية، رؤوس بشرية كبيرة، أواني طينية وقطع جنسية مثيرة، مع نقوش تم نسخها من مسلّة ميشع. - لم تكن ترجمة النقوش المزوّرة تعني أي شيء مقروء لأحد، ولكن، في ذلك الوقت، لم يكن هناك سوى القليل لمقارنتها. ثمّ قام شابيرا بتنظيم رحلة استكشافية إلى موآب (مادبا وذيبان)، حيث كان له عدّة معارف بين العرب من سكّان المنطقة، وساعدوه في دفن أكثر من قطعة مزوّرة، في محيط المكان الذي وجدت فيه مسلّة ميشع. حيث وجد العلماء بعضها هناك، وبدأ بعضهم ببناء نظريات على هذه القطع، وحول مؤاب وحضارتها واللغة المؤابية. - منذ خسر علماء الآثار الألمان حجر مؤاب، اندفعوا لشراء مجموعة شابيرا قبل منافسيهم. فاشترى المتحف القديم في برلين 1700 قطعة أثرية، بسعر 22000 تيلارا في عام 1873 م. وكذلك هواة جمع التحف أقبلوا على شرائها منه. وكان واحداً من هؤلاء (كيتشنر)، وهو ضابط كبير في الجيش البريطاني، الذي اشترى ثماني قطع على نفقته الخاصة . - بعد شكوك كبيرة حول شابيرا في لندن، اعترف بعملية التزوير، وحمّل المسؤولية لشريكه العربيّ سالم القاري. كان هذا بعد دفاع مستميت عن القطع. - وعلى الرغم من ذلك، استمر في القيام بتجارة كبيرة وخاصة في المخطوطات العبرية من اليمن. - ففي العام 1883، قدم شابيرا ما يعرف الآن باسم شرائط شابيرا، وأجزاء من الرق القديمة ادعى أنها وجدت بالقرب من البحر الميت. وهي نقوش سامية قديمة فيها أجزاء من الوصايا العشر وسفر التثنية. وسعى شابيرا لبيعها إلى المتحف البريطاني بمليون جنيه، و سمح لهم بعرض اثنين من 15 شريطا. وحضر المعرض من قبل الآلاف من المهتمين. - غادر شابيرا لندن، بعد انكشاف أمره، وتجوّل في جميع أنحاء أوروبا لعدة أشهر. ووصل الى مرحلة من الاحباط، فأطلق النار على نفسه في فندق بلومندال في روتردام في 9 مارس 1884 . - اختفت مخطوطات شابيرا، الخاصة بالبحر الميت، ثم عادت الى الظهور بعد بضع سنوات في وقت لاحق في مزاد سوثبي. وفي عام 1887، تمّ الادعاء بأنها دمرت، ربما في حريق شب في منزل مالكها النهائي. وهو ما يلقي الشكوك حول لفائف البحر الميت التي اكتشفت في العام 1947، أي بعد نحو ستين عاما من اختفاء لفائف شابيرا المزوّرة...!!؟

Source - المصدر : محمد رفيع
Pinterest Twitter Google

>