...بلدة ام القطين... في المفرق في شرق الممــلكة الأردنية الهاشميــة وبالتحديــد في شرق المفرق بحوالي 52 كــم.
تقع مدينة أم القطـيـن الأثرية شــاهـدة ً كـغــيرها من الــمدن الأثرية في المحافـظـة عــلى حـقب زمنية قديمة توالت عـلــى الـمـنـطـقة تاركة ً وراءهــا آثارهـا المبعـثـرة هـنــا وهناك لتدل عــلـى عظمة التاريخ وعنفوانه، وتقع أم القطين أو كما تسمى (سوسنة البادية، وعروسها)، عـلــى الخط الرئيس الشمالي الموازي لخط بــغـداد (الواصل بين محافظة المفرق ومدينة بغداد العراقية)، وترتفع عن سطح البحر أكثر من 900 م، وتربطها العديد من الطرق التجارية مع بصرى الشام والأزرق بالإضافة إلى العديد من المناطق المجاورة.
منظر عام لام القطين في عام 1903 م
وتعود جذور الاستيطان إلى العصرين الحجري والنحاسي في الفترة النبطية، ومن أهم نقوشها نقش مؤرخ لعام 93 م باسم الملك النبطي " رابيل "، وقد تأثرت المدينة الأثرية بعدة زلازل كان من أهمها زلزال عام 749 م، كما وتحتوي منطقة أم القطـين الأثرية على العديد من الشواهد التاريخية الــتـي تـدل على أنها كانت مهداً لحضارات رومانية متعاقبة، عاشــت أم القطين في ظلالها فترةً من الزمن ليست بالقليلة.
وقــد اكتشف مؤخرًا العديد من الــمعالــم التاريخية في هذه المدينة الأثريـة، وكان لهذه الاكتشافات أعظم الأثر في توجيه العديد من الأنظار إلى أهمية ام القطين كحاضرة تاريخية لماضٍ جميل.
يلاحظ المار من ام القطين روعة حجارتها السوداء التي اصطفت ولسان حالها يرحب بزوارها وقادميها، لتقف شامخة ً تحكي عن قصة الإبداع وروعة الحرفة التي امتاز بها أهلها ومن سكنها، ولتروي للمارة قصة أديرتها وكنائسها المدفونة تحت طيات التاريخ.
ام القطين.. تلك الحكاية الأسطورية التي نسجتها خيوط التاريخ العابق برائحة الأجداد ومن سبقهم.. أم القطين.. عروس البادية الشمالية، وسوسنة البوادي الأردنية.. أم القطين.. عندما تعشق حجارتها السوداء أشعة شمسها الدافئة، وتترنم على أسطح أبنيتها الأثرية الرائعة تلك الأعشاب النابتة والمنطلقة من بين حجارتها البازلتية الصماء.