اعداد :ــ عبدالله مفضي عبدالمصلح ......العميد الطيار المقاتل المتقاعد فخري ابوحميدان (1949م/1973م) اطال الله عمره قصة نجاح اردنية في بناء الذات والمساهمة في البناء والخدمة العامة في القوات المسلحة وسلاح الجو الملكي والوطن, وتاريخه حافل بالمحطات المهمة منذ مولده عام 1925م في السلط ودراسته فيها وانتقاله الى عمان ومتابعة تعليمه والتحاقه في القوات المسلحة /الجيش العربي عام 1949م وفي كلية المرشحين الاردنية العبدلي وايضا يرسل لبريطانيا لكلية المرشحين البريطانية (ايتون هول ـ شستر) ويتخرج تلميذ مرشح /ضابط لاسلكي ويخدم في الكتيبة الرابعة (الرابحة) واللواء الثالث وفي الضفة الغربية وشاهد على بطولات وتضحيات الجيش العربي وبسالته وعمليات الحدود والاشتباك مع العدو الاسرائيلي ,وفي عام 1954م يرشح مرافقا خاصا لكلوب باشا ويخدم بمعيته ستة اشهر اعطته خبرة واسعة بالعلاقات الاجتماعية والادارة المحلية والامنية وبعدها يعود للخدمة في القيادة العامة وطموحه جعله عند وداع كلوب ان يطلب منه ليصبح طيارا وبالرغم من معارضة الطيارين وداجليش بالبداية عليه خشية من اقدميته العسكرية يتابع طموحه ينجح وتبداء المسيرة من جديد في مكان آخر وفي عام 1955م وينافس ويتميز فعاش التعريب وله اراء ومواقف وقصص كثيرة يجل ويحترم عليها فكان من رفاق الحسين الباني طيب الله ثراه وبعد عدة دورات في بريطانيا كان اول قائد يتسلم قيادة قاعدة الملك حسين الجوية وقائدا للسرب الاول المقاتل وتميز بالعمل قبل جنوده كالتنظيف والتحريج لحماية الطائرات حيث كان يتردد عليه الحسين رحمه الله ويشاهد هذا القائد بأم عينه وهو يعمل بيده وفي مختلف الاوقات حيث كان لجهدهم (القائد ومنتسبي القاعدة) من الحسين ذكر و شكر وفي احد خطابات الحسين الشهرية في ذلك الوقت وبالمقارنة مع زيارة لمدرسة وجدها بوضع يرثى له نتيجة اهمال ادارتها ومعلميها بموضوع النظافة وردهم بانتظار التعيينات وفي نفس الوقت يزور هذا القائد الفذ ولم يجد احدا في استقباله فيبحث عنهم ويراه مع جنوده حول القاعدة وفي وقت راحتهم يعملون على تنظيفها وزراعتها بالاشجار الحرجية لحماية الطائرات من الزوابع الرملية والغبار اليومي ويضمن خطابه السامي بهاتين القصتين التي لاوجه للمقارنة بينهما واستمر الحسين بالتردد واصبحت العلاقة خاصة معهم وفي احدى الزيارات التقاهم الحسين بزيارة ومعه علية القوم ومنهم رئيس الوزراء وسألهم عن مطالبهم فكان اعتراض القائد ابوحميدان على الضرائب التي ستفرضها الحكومة على رواتب العسكريين ويتفاجاء على اثرها بنقله ملحقا جويا الى لندن وهذا بعد تدخل قائد سلاج الجو اللواء الطيار ابراهيم عثمان فاعترض ابوفراس على هذا التعيين كون له ذلك العام دور في كلية الاركان الجوية البريطانية فوعده خيرا واباح له السر وراء ابعاده خوفا من تحريض العسكر على حكومة بهجت التلهوني وبالفعل عمل في الملحقية العسكرية في لندن والتحق بكلية الاركان الجوية البريطانية وحصل على لقب ركن وعاد الى الاردن ولمنصبه قائدا لقاعدة الملك الحسين الجوية و ايضا بعد ذلك يتعرض لوشاية اخرى من مخبر صادق واتهامه بالتخطيط لانقلاب ويطلب للقصر مستعجلا وكانوا الطيارين معتادين على اللقاءآت الخاصة بالحسين الطيار الاول طيب الله ثراه المغرم بالطيران والطيارين المميزين فاعتقد انه مطلوبا لمشاهدة فلم سينمائي حول هذا الموضوع المعتادين عليه من الحسين دائما اومناقشة اي موضوع يتعلق بالطيران , حيث ادخلوه قاعة بها الحسين ورئيس الوزراء ورئيس الديوان وقائد الجيش بالانابة ومجموعة من الامنيين وبدأو يسألوه بطريقتهم واستفساراتهم فوجدوه لايعلم شيئا عن الموضوع واستغرابه وتفاجئه وراء براءته وايضا ثقة الحسين به ودفاع قائد الجيش بالانابة عنه وبغيابه نتيجة المعرفة الشخصية حالت لعدم محاكمته وارساله للجفر والتي كانت سهلة في تلك الايام وعندما راجع الموضوع عرف القصة والواشي ويتابع مسيرته العملية وعند تشكيل القيادة العربية الموحدة برئاسة الفريق علي علي عامر ويلحق بها في ذلك الوقت مع قائده اللواءالطيار ابراهيم عثمان واللواء المرحوم عاطف المجالي ومجموعة من الضباط وبلغ عددهم تسعة ضباط اردنيين بهذه القيادة فكان خلالها مثالا في العمل وتقديم الدراسات والخطط الاستراتيجية العربية في مجال سلاح الجو العربي والنصائح المباشرة لهم وللقيادة العربية ولديه الكثير الكثير من القصص حول هذا الموضوع حيث عاد لسلاح الجو وكلف بتأسيس مديرية العمليات الجوية وكانت وقتها رغبة الحسين الباني طيب الله ثراه الرغبة بتعيين زميله ورفيق دربه الفريق الطيار صالح الكردي قائدا لسلاح الجو الملكي والذي كان المقدم الطيار فخري ابو حميان اقدم منه عسكريا حيث طلبه الحسين واستسمح منه وابدى تقديره الدائم لعمله المتفاني واخلاصه للوطن واهله وقيادته الهاشمية وانه بحاجته لمهمات وواجبات كثيرة فوافق اعطاء الاقدمية بالارادة الملكية بالترفيع وكان الرجل الثاني مساعدا لقائد السلاح ومديرا للعمليات الجوية وقائدا لقاعدة الملك الحسين الجوية , ولديه قصة وهو نتيجة لحبه الشديد للشهيد البطل الرائد فراس العجلوني اسمى ابنه البكر المهندس فراس تيمنا بهذا الانسان الطيار الماهرالمتميز خلقا وسلوكا وعملا وابوفراس عندما يتحدث عن شهيدنا البطل فهو يتحدث عن ابنا واخا ورفيق درب كان نموذجا فريدا في صفاته ومزاياه وبطولته ويستذكر لنا تلك الايام بحزن شديد وفخر كبير بالقيادة الهاشمية وزملائه رفاق السلاح وفي عام 1969م يحركه القائد الاعلى الحسين طيب الله ثراه بالطائرة من قاعدة الملك الحسين الجوية /المفرق ويكلفه بقيادة قاعدة الامير الحسن الجوية /الصفاوي ويبلغ قائدها بالعودة لعمان ومنها احيل للتقاعد وذلك بسبب استياء مرتبات القاعدة من تعامله وتعاليه وعدم اهتمامه بمشاكلهم التدريبية والادارية وفعلا قام بدراسة المشاكل ووضع الحلول لها وخاصة موضوع الاجازات والنقل الاداري التي كانوا محرومين منها لبعد المسافة وعدم وجود المواصلات في تلك الفترة بالاضافة الى الاهتمام بالرفاهية والسكن الوظيفي ووسائل الترفيه والنوادي بالاضافة الى اعادة تجديد البنية التحتية وبطريقة مما اغضب الشركة المنفذة ووصلت الشكوى للمغفور له الملك الحسين والامير الشريف زيد بن شاكر رئيس الاركان وشرفوه بزيارة على اثرها مصادفة مع اثار سيول وفيضانات مدمرة للقاعدة وشاهدوا بأم اعينهم زيف وبهتان الشكوى من التدخل ففرح الحسين على اجراءآته ودعمه واستمر بعمله وبعد انهاء كل المشاكل وتنظيم العمل جاءه عرضا مغريا فقدم استقالته ورفضت بحجة الرغبة بارساله ملحقا عسكريا للصين وان الحاجة له ولخدماته في اكمال هذه المهمة فعدل عن الاستقالة وبعد اشهر وبتاريخ (.....1973م) تمت احالته على التقاعد واثناء تبرئة ذمته كان لابد من تبرئتها من مديرية الاستخبارات والتي كان يرأسها العميد الطيار العراقي عبود سالم والذي اعيد للخدمة بعد ترميجه من قاعدة الامير الحسن الجوية عام 1969م وكلف ابوفراس باستلامها منه وحل مشاكلها فشاهده بعد هذا الزمن الطويل من الانقطاع فأخبره بثقة وتعالي وتعجرف بان ينتظر سماع الاخبار للتغييرات الجديدة حيث تم فعليا تعيينه قائدا لسلاح الجو الملكي بعد اسبوع من انهاء معاملة تقاعده ويضيف العميد الطيار المتقاعد فخري ابوحميدان انني تقاعدت قبل ان يستلم والحمدلله وخرجت من الخدمة بشرف وسمعة طيبة يحمل في طياتها معاني الافتخار و الوفاء بهذا الجيش العربي الذي قدم الغالي والنفيس في سبيل قيادته الهاشمية ووطنه وامته , وبعد هذا العطاء الطويل في القطاع العام والخاص لايزال هذا القائد والطيار المخضرم الملئ بالتجارب العملية والعلمية والفنية والخاصة وبالرغم من بلوغه سن التسعين الا انه يتمتع بروح الشباب والذاكرة القوية ويمارس نشاطاته اليومية والاجتماعية والثقافية والرياضية حيث يطالع ويتمتع بالمشي والسباحة بالاضافة للسفر والرحلات وتمنياتنا له بالصحة والعافية والعمر المديد وهنيئا له هذه السمعة الطيبة والمآثر والاعمال الكثيرة الخالدة التي لايزال يتناقلها الاجيال وممن عاشروه اوخدموا بمعيته ليومنا هذا .

Source - المصدر : عبدالله مفضي عبد المصلح
Pinterest Twitter Google

>