أول شهيد أردني في فلسطين أحمد عبدالله القعاونة النصيرات و تفاصيل معركة كونة مسحا الاردنيون ينتصرون لاخوانهم غربي النهر ويشاركون في معارك التحرير جريدة الراي- العدد 11929 – 16/5/2003 شارك الشعب العربي الاردني ، اخوانه في فلسطين ثورته ضد الاستعمار البريطاني والاستيطان الصهيوني، وتبرع احرار الاردن بالمال لشراء السلاح وقدموا ارواحهم فداء على مذبح حرية فلسطين العربية. معارك الثورة المشتركة للمجاهدين الفلسطينيين والاردنيين ومن ابرز المعارك التي خاضها ابناء الاردن دفاعا عن عروبة فلسطين هي معركة تحرير السجناء العرب من معتقل بيسان ومعركة سمخ. مهاجمة سجن بيسان قامت القبائل والعشائر الاردنية في شهر نيسان 1920 بمهاجمة سجن بيسان، في اول هجوم من نوعه بعد ان قامت سلطات الاستعمار البريطاني بالقاء القبض على محمد الزيناتي احد شيوخ عشائر الاردن ، وعلى الاثر قامت المضاهرات، مطالبة باطلاق سراح الزيناتي وشنت هجوم كبير على السجن بقيادة بشير الغزاوي ، واقتحمت السجن واطلقت سراح الزيناتي وبقية السجناء العرب. معركة سمخ قام المجاهدون الفلسطينيون في منطقة بيسان بعد مطاردة الطائرات لهم ولمجاهدي شرق الاردن اثر معركة سجن بيسان ، بالتمركز والاستحكام في جبال عجلون ، وانضم الهم عدد من الثوار الاردنيين يقدر عددهم بنحو 150 مجاهدا . احد المشاركين في هذه المعركة قال : نسق قادة الثوار مع قائد معسكر سمخ الملازم محمد الهندي ، وجرى الاتفاق معه على ان يسلم المعسكر اسلحته للثوار من خلال عملية وهمية ، على ان يطلق الرصاص في الهواء، ولا يقتل احد من افراد قواته المدافعة عن المعسكر ، وعين المجاهدون المجاهد كايد مفلح عبيدات قائدا للهجوم، فقام الشهيد الكايد باختيار 300 من المجاهدين الاردنيين والفلسطينيين، وحدد الجبهة الجنوبية الشرقية له و لاخوانه، وقاد الجبهة الغربية المجاهد يوسف الحايك من قرية اندور، قضاء الناصرة، وعينت ساعة الصفر الساعة العاشرة للهجوم، وقد اخل الملازم بالاتفاق عندما قتل المجاهدون عددا من جنوده، وعند اشتداد المعركة تدخلت العصابات الصهيونية والطائرات البريطانية التي قامت بقصف مواقع الثوار وملاحقتهم في القرى الشمالية و جبال عجلونواستشهد المجاهد كايد و اخوه و والشيخ فندي القفطان و الشيخ سلطان و احد افراد عائلة الحجات. اول شهيد اردني على ارض فلسطين يؤرخ الدارسون للحركة الوطنية في فلسطين و الاردن ان كايد عبيدات هو اول شهيد اردني (1920) يسقط دفاعا عن فلسطين، الا ان ذيب الزبداوي، روى في حفل احياء ذكرى الشهيد كايد الذي عقد خلال شهر نيسان (1990) قائلا: ان اول شهيد اردني سقط على ثرى فلسطين، هو المجاهد احمد العبدالله العبدالقادر القعاونة (النصيرات) من قرية صما غربي مدينة اربد (25 كم). كان محمود العبدالله عبدالقادر القعاونة يقود فصيلا من الثوار لمقاومة الاحتلال الصهيوني لفلسطين وفي احد ايام الصيف لعام 1919 توجه مع عدد منهم ومن بينهم اخوه احمد العبدالله واعداد كثيرة من القرى المجاورة لبلدة صما الى غزو مستعمرة (كونة) يهودية تسمى كونة سمحا واعدوا خطة حربية للقضاء على اعداد من اليهود واغتنام مواشيهم، وكانت الخطة ان يقسموا الى فريقين، فريق ياخذ المواشي، وفريق يكمن لليهود حتى اذا تبع اليهود الفريق الاول خرجوا لهم من مكمنهم فجاة وقتلوهم، وهذا ما جرى، فاخذوا الماشية وقتلوا اعداد كبيرة من اليهود، وفي تللك المعركة استشهد احد الابطال واسمه احمد العبدالله القعاونة، وعندما ارد المجاهدين ان يخلوا جثته وسحبها الى الاراضي الاردنية ، فراى المجاهد محمود العبدالله ان اخلاء الجثة سوف يكلف استشهاد اعداد اخرى من المجاهدين، عندها امرهم باخذ سلاحه وترك الجثة على ارض فلسطين الحبيبة، وبقيت هذه المعركة تعرف وتذكر حتى يومنا هذا ، بسنة (كونة مسحا) وكان من المجاهدين: 1. الشهيد احمد العبدالله احمد عبدالقادر القعاونة (نصيرات) 2. محمود العبدالله القعاونة (نصيرات) قائد المجموعة 3. محمود علي بني عمر 4. ابراهيم سليمان الجيدي 5. محمد علي بني عمر 6. ابراهيم محمود القعاونة 7. سليم محمد يونس خطيب العظم وكان هجوم مجاهدي شرق الاردن من منطقة صما، انطلق من منطقة تدعى "مهرة" وهي منطقة مرتفعة تطل على المستوطنة والانسحاب الى منطقة البحيرة، بجانب مستوطنة تدعى ام الحجاج انذاك. تابع المجاهدون من قرية صما اعمال الجهاد ضد العصابات الصهيونية في فلسطين، ولقد ترك الشهيد احمد العبدالله عند استشهاده طفلة تدعى موزة احمد العبدالله وطفل عمره اقل من عام يدعى مصطفى احمد العبدالله الذين كفل بهما عمهم المجاهد محمود العبدالله، ترعرع مصطفى في بيت عمه الذي كان ياتيه المناضلون ويتسامرون في الاحاديث الوطنية في مضافة عمه، وكان اسم عمه يدب الذعر في المنطقة لشدته وصرامته حيث كان اللصوص يموتون رعبا، وكانت لديه المقدرة لمتابعتهم حين هروبهم الى فلسطين واحذارهم مقيديين اليه. في هذه الاجواء ترعرع مصطفى احمد العبدالله والتحق في صفوف الجيش العربي لكي يتدرب على حمل السلاح ، ثم ينتقل الى ارض الجهاد في كتيبة قتالية تحت قيادة المجاهد عبدالله التل، في احدى اليالي حيث كان ضمن فئة مستهلكة " فئة حجاب" على الخط الفاصل بين الصهاينة والجيش العربي الاردني تمكن العدو من معرفة سر الليل، وهاجم الصهاينة الموقع الذي يتالف من طابقين، في الطابق الارضي فريق من الجنود وفي الطابق الثاني الشاويش المسؤل وجندي والجندي مصطفى احمد العبدالله، عندها امر الشاويش الجنديين من القتال ورمي الطابق الارضي بالقنابل اليدوية حتى يمنعوا العصابات الصهيونية من الانتقال من الطابق الارضي الى الطابق العلوي وعند بزوغ الفجر انسحبت العصابات الصهيونية تاركة خلفها عدد من القتلى ـ عندما بداء الشاويش وزميليه تفقد الطابق الاضي واذا بصوت انين صادر من احدى الزوايا، ازاح الجندي مصطفى الجثة ليجد اسفلها الصوت القادم ، عندها صرخ مصطفى باعلى صوته ليقول حسن واذا برفيقه وابن بلدته حسن العلي ابو يحي ملطخ بالدماء ومطعون في جميع انحاء جسمه بالسلاح الابيض، عرف حسن ان ابن بلدته مصطفى هو من يقف فوق راسه، واذا به يقول اخي مصطفى وصاتك اولادي، لكن مصطفى بداء بالتخفيف عنه، وعمل بمساعدة رفاقه لحمله على كتفيه وربطه بالشماغيين وحمل سلاحه لينقله لسيارة الاسعاف، وعند خروجه من المبنى باتجاه الاسعاف حاول احد الصهاينة اطلاق النار عليه واصاب الغفير الذي كان بالقرب منه. بعد عدة ايام اصيب مصطفى بعيارة نارية في يده ورجله ـ نقل بعدها الى مستشفى الجيش في مدينة الزرقاء ليجد نفسه الى جانب ابو يحي . استفاق مصطفى في احدى الليالي ليجد ان التخت الذي يرقدعليه ابو يحي خالي، عندها بداء بالصياح ليبحث عن ابو يحي اخبروه عندها ان ابو يحي قد نقل الى الغرفة السوداء وانه على وشك الموت، عندها قلب المستشفى ولم يقعده، طالب ان يرسلوه بالقرب منه او اعادته ليكون جنبه، اضطر العاملون في المستشفى لاعادته الى جنبه. مرت الايام واعلنت الهدنة ، ثم التحق مصطفى فى وحدة مركزية حيث ان يده قطع منها احد اصابعه . بداءات حرب 1967 وبعدها حرب الاستنزاف ، لكي تهاجم قرية صما في عام 1968 بغارات عنيفة جوية وقصف مدفعي مركز حيث استبسل الاشقاء العراقيين في الدفاع عن القرية وروة دمائهم ارض صما، هدم فيها بيت السيدة فاطمة ابراهيم القعاونة ابنت موزة احمد العبدالله التى استشهدت في نفس الغارات في ذلك اليوم. توفي مصطفى ابن الشهيد احمدالعبدالله في 3/3/1984 وحضر جنازته رفيق نضاله حسن العلي ابو يحي الذي توفي عام 2011. رحم الله شهداء الامة الاسلامية والعربية.

Source - المصدر : مشاركه من أعضاء الصفحه
Pinterest Twitter Google

>