اعداد :-- عبدالله مفضي عبدالمصلح السرحان ... العميد الركن المتقاعد محمد صالح الصلاحات ( الحصان ) قائد سلاح المدفعية الملكي في الفترة من عام (1974م ولغاية 1976م).... ولد في معان عام 1929م ودرس في مدارسها , والتحق بالقوات المسلحة الاردنية (الجيش العربي) عام 1944م وخدم في الازرق وغزة وحيفا والعيزرية وفي الحامية الاولى في معسكر صرفند وكانت اول مهماته بعد ايام من التحاقه وذلك بايفاده لمصر ومن اجل احضار الاسلحة والذخيرة من مستودعات الجيش الانجليزي لجيشنا العربي وايضا خدم في الحامية الثانية (منطقة القائم /العراق ) ولمدة سنة وكان معه بالعراق المرحوم اللواء غازي عربيات وكان مدير قلم الحامية وايضا زميله الذي رافقه عباس الفاخري و شارك في حرب العلمين ومن ثم في حرب عام 1948 كان وقتها جندي مدفعية في وحدات المدفعية و كان له شرف الدفاع والقتال عن فلسطين و القدس والتي يعرف كل قراها ومدنها واماكنها المقدسة وابوابها وحاراتها فهي عزيزة عليه كما الاردن و البلاد العربية غالية عليه وهنا لابد لي من ذكر شهادة سمعتها وانا في مقتبل العمر من زميل له كويتي عقيد متقاعد عبدالله عايض مليحان وكان يخدم في الجيش العربي في عام 1948م ويقول لوالدي بان ابوصالح الحصان في حرب عام 1948 كان مدفعيا من الطراز الاول ويستطيع القيام بجميع اعمال اعداد المدفع في آن واحد وبسرعة قياسية وكان لاأحد من الجنود مجاراته في ذلك كما انه شجاعا لايهاب الموت . التحق في الكلية العسكرية / دورة المرشحين الثالثة وتخرج منها بتاريخ 29 تموز 1951م وعلى مرتب سلاح المدفعية / كتيبة مدفعية الميدان الثالثة وشارك في جميع الدورات العسكرية المتخصصة الداخلية والخارجية , وتخرج من كلية القيادة والاركان الاردنية/ الدورة الرابعة بتاريخ 26 كانون الثاني 1963م ويحمل العديد من الاوسمة الاردنية والعربية والبريطانية واستلم جميع وظائف الاركان والوظائف القيادية وشارك في حرب حزيران 1967 وكان قائدا لكتيبة مدفعية الميدان التاسعة الملكية والتي ذكرها معالي اللواء المتقاعد معن ابونوار في كتابه في سبيل القدس عن تشكيلها ودورها في الحرب وقال ..... (قبل سنتين من معركة حزيران عام 1967 وفي يوم 19/5/1965 صدر امر تشكيل كتيبة مدفعية الميدان التاسعة وسلحت بمدافع الميدان 25 رطل , وكان جميع جنود هذه الكتيبة ومن مختلف المهن والإختصاصات من بطاريات الوحدات في سلاح المدفعية الملكي , جميعهم من الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم التاسعة عشرة . وكان على قائد الكتيبة المقدم الركن محمد صالح صلاح الصلاحات (قادها من 19 ايار 1965م ولغاية 4 نيسان 1970م) ان يدرب افرادها وينظمها ويجعلها بمستوى مسؤولياتها خلال عام واحد ومضى هو وضباطه نحو هذا الهدف بصورة منقطعة النظير من الحماس والهمة العالية المعروفتين عن رجال المدفعية الملكية الأردنية , كان التدريب يجري ليلا ً نهارا ً وتطور من فردي إلى إجمالي حتى مستوى عمل الكتيبة خلال ستة أشهر ,وكان شباب هذه الكتيبة كلما تعلموا وتدربوا أكثر كلما اشتاقوا إلى مزيد من التدريب والمعرفة حتى تم تدريب الكتيبة وأخذت تنافس كتائب المدفعية الأخرى في المباريات المختلفة التي كانت تزيدهم حماسا ً) . ويضيف اللواء ابونوار ....(جاء يوم 5 حزيران ووجدهم في القدس متخذين مواقع مستورة وجاهزين للقتال وكان ضباط الملاحقة موزعين بصورة جيدة ومستعدين وكان من أهم ميزات هذه الكتيبة قدرتها لى توزيع الرمي أو تجميعه على كل مستوى لتغطية جبهة واسعة تحتاج إلى مقدرة هائلة وكانوا فعلا ً على مستوى المسؤولية الملقاة على عواتقهم ). وعن دور وبطولات قائد وضباط وضباط صف وجنود كتيبة المدفعية التاسعة في حرب حزيران 1967م يذكر معالي اللواء معن ابونوار .....(منذ بدء القتال في الساعة العاشرة(1000) من صباح يوم 5/حزيران وحتى انسحبت الكتيبة في الساعة السادسة والنصف(0630) من صباح يوم 7/حزيران وهذه الكتيبة تواصل الرمي .... ما توقفت إلا خلال الغارات الجوية الشديدة التي سلطت عليها خلال هذه المدة , وكان رجالها عندما تشتد الغارات يدخلون إلى خنادقهم وعندما تنتهي يثبون منها إلى المدافع ويواصلون الرمي على الأهداف التي تعطى لهم . أما خلال شدة الهجوم بعد الساعة الثانية وحتى الساعة السادسة من صباح يوم 6/حزيران فكانوا يواصلون الرمي بالرغم من الغارات الجوية والقصف المعاكس الذي وجه عليهم . ونتيجة الغارات الجوية المتواصلة والقصف المعاكس دمر للكتيبة تسعة مدافع 25 رطل ووقعت خسائر جسيمة بالآلآت والمهمات الأخرى وقد أصيب بقية المدافع جميعا ًولكن قدرة هذه الكتيبة على الإبتكار مكنتها من استمرار الرمي بالمدافع التي عطبت بعض أجهزتها . وكانت أحرج لحظة في القتال الذي خاضته هذه الكتيبة أنه خلال غارة جوية شديدة على مواقع المدافع صدر الأمر برماية تخليص الأرواح على موقع تل المدورة وكان الطلب من قبل الملازم كمال الجرادات ضابط الملاحظة الملحق في السرية الثالثة والذي أعطى موقعه كهدف وتردد ضابط الموقع قليلا ً قبل أن يصدر الأمر وجرت دمعتين على وجهه المغبر المتعب وأصدر أمر الرمي بصوت غاضب حاد وشعر كأن قلبه يتمزق مع كل قنبلة أطلقت , كانت لحظة عابرة واستمر القتال . كانت الكتيبة قادرة على الإدارة الجيدة ولكن ما عدا أكواب الشاي القليلة التي تناولها كل جندي لم تكن لهم الفرصة لتناول الطعام ولم يفطنوا لذلك وكما قال أحدهم – كان الطعام يحضر بأوقاته ولكننا نسيناه فلقد كان الرمي السريع المحكم يستحوذ على كل شيء في حياتنا وعواطفنا . جرح الجندي المدفعي فايز مفلح حسن وهو يرمي على المدفع خلال غارة جوية وصاح أحد زملائه (إسعاف) وتقدم جندي الصحة عبدالكريم محمود إبراهيم إليه وحمله على كتفه إلى موقع الإسعاف ولكنه أستشهد قبل أن يصل به إلى المركز . وكذلك أستشهد الجندي جمعة أحمد محمود والجندي عبد الرزاق دعمس المجالي والجندي علي مصطفى ابراهيم والجندي محمد شفيق أحمد والجندي فواز فايز أحمد والجندي محمود أحمد سليمان وهم يقومون بواجباتهم بالرغم من الغارات الجوية وقصف المدفعية المعاكس) . اللواء معن ابونوار ....(بأن كتيبة المدفعية التاسعة حطمت جميع ارقام الرمي القياسية فقد اطلقت برماية دقيقة وسريعة اكثر من(7000)سبع آلاف قنبلة ولم تصل الى هذا الرقم احدى كتائب مدفعية الجيش البريطاني في معركة العلمين والتي اعتبرت صاحبة الرقم القياسي في الرمي.... ولقد ساهمت هذه الكتيبة القديرة بكل دقيقة من القتال الطويل الذي قاتلته كتيبة الحسين الثانية وقد جرح الغالبية العظمى من رجالها ودمرت أغلب مدافعهم وآلياتهم وأجهزتهم اللاسلكية ولكنهم جمعوا بطارية المدفعية خلال أربع ساعات من إنسحابهم وكانوا قادرين على القتال من جديد ). وفي شهادة للمرحوم الفريق عامر خماش رئيس هيئة الاركان واثناء اجراء مقابلة تلفزيونية توثيقية للتوجيه المعنوي وباشراف معد ومخرج فرنسي عام 2000م حيث اشاد في كتيبة المدفعية التاسعة وقائدها العميد محمد صالح الحصان واكد على ما ذكره معالي اللواء معن ابونوار عن بطولاتها في حرب عام 1967م وعن حجم وكثافة الرماية على العدو في القدس حيث المدافع بسبب ذلك كانت تشتعل منها النيران وكانوا يستخدمون المياه لتبريدها واعادة استخدامها من جديد وكما حث عامر باشا خماش رحمه الله المخرج على ضرورة مقابلة العميد المتقاعد محمد صالح صلاح قائد سلاح المدفعية وقائد كتيبة المدفعية التاسعة في حرب 1967 والكرامة والعميد المتقاعد العميد مفضي عبدالمصلح السرحان قائد لواء اليرموك ومدير العمليات الحربية في ذلك الوقت وان لديهم الكثير من المعلومات حول هذه الاحداث المهمة في تاريخ القوات المسلحة وبالفعل تم اجراء مقابلات تلفزيونية بناءا على توصيته (فخسرنا معركة ولم نخسر حربا كما قالها والدي العميد المتقاعد مفضي عبدالمصلح السرحان قائد لواء اليرموك في ذلك الوقت لمرتبات اللواء بعد وقف القتال مباشرة واصبح بعدها شعار يرفع ويتردد على السنة العسكريين والمدنيين وعين على اثرها مديرا للعمليات الحربية حيث وضع الخطط لرفع المعنويات واعادة الثقة بالنفس والتدريب والعمل بالدفاع التعرضي وكانت معركة الكرامة الخالدة 1968م ...التي اعادت الكبرياء والكرامة للامة العربية والتي قاد معركتها المغفور له الحسين الباني طيب الله ثراه وفي الميدان اللواء مشهور حديثة الجازي قائد الفرقة الاولى ورفاقه العسكريين من مختلف الصنوف والاسلحة وكان سلاح المدفعية سلاح الحسم في المعركة وكان العميد الحصان قد اعاد تنظيم كتيبة المدفعية التاسعة بعد حرب عام 1967م وقد استمر بقيادتها لغاية 4 نيسان 1970م وتوزعت الكتيبة في الكرامة ضمن واجهة المعركة وكانت سلاح الحسم فيها واقلقت العدو في حرب الاستنزاف وبعدها عين الحصان قائدا لمدفعية الفرقة المدرعة الثالثة الملكية والتي شاركت في حرب رمضان عام 1973م وعلى الجبهة السورية وكان للقوات الاردنية دور مميز وفعال حيث روت دماء شهداء الجيش العربي الطاهرة, ارض الجولان وله نصائح كثيرة مع القيادة العسكرية السورية وبخصوص اهمية سلاح المدفعية في المعركة والذي اكتشف انه ليس لديهم اهتمام به ... وفي 25 شباط 1974م تم تعيينه قائدا لسلاح المدفعية الملكي واستمر بالبذل والعطاء المميز الى ان تم احالته على التقاعد بتاريخ 11كانون ثاني 1976م بعد 32 عاما قدم خلالها زهرة شبابه وقمة عطائه لقواته المسلحة (الجيش العربي) حيث كان قائدا شجاعا قوي الشكيمة والارادة فارسا عنيدا عرفته ميادين القتال في سوريا والجولان واللطرون وباب الواد والشيخ جراح وجنين ونابلس وغور الاردن وعيرا ويرقا وجبال السلط وسيبقى الحصان اسم على مسمى قوي الهمة رافع الهامة فخورا بما قدمه لجيشه العربي ووطنه وامته وقيادته الهاشمية والعم ابوصالح الحصان اطال عمره قول وفعل وطيبة ونحن فخورين في سكناه بعد تقاعده عندنا في الازرق فاحببناه واحبنا وكان خير رفيقا واخا لوالدنا وانا استعرض المفكرات اليومية وارى نشاطاتهم الخاصة والاجتماعية وشبه اليومية وعلى مدار سنوات طويلة تدل على هذه العلاقة الحميمة بين رفاق الدرب واخوة الجيش ورفاق المغفور له الحسين الباني رحمه الله والملك عبدالله الثاني المعزز وفي ذكرى الوفاء للمحاربين القدماء وجدت من الواجب علي الكتابة عن قائد قدم واعطى وبدون منة وبصمت وشارك كتيبة الحسين الالية الثانية (ام الشهداء) وقائدها الشهيد البطل منصور كريشان ابن بلدته معان الابية والذي تشهد لهم القدس والعدو الاسرائيلي بطولتهم ومواجهتهم لها وتكبيدهم الخسائر الفادحة والحجم الهائل لنيران المدفعية الذي لم يسجل في تاريخ كتائب المدفعية في العالم ان اطلقته في حروبها واليوم ذكرى استشهاد بطلنا منصور كريشان ورفاقه الخمسة بتاريخ 15 شباط 1968م اثناء معركة مع العدو الاسرائيلي ويقول دائما العميد محمد صالح صلاح الحصان ونحن معه فيها ان المحاربين القدماء لن ينسوا ذكريات وتاريخ جيشهم العربي وسيبقون على ولائهم وانتمائهم لجيشهم العربي ووطنهم وامتهم وقيادتهم الهاشمية في ظل جلالة القائد الاعلى الملك عبدالله الثاني بن الحسين المظفر .

Source - المصدر : مجموعة عبدالله مفضي عبدالمصلح
Pinterest Twitter Google

>