فضيلة الشيخ محمد أحمد الصمادي ( 1908 – 1980 ) رحمه الله ذهب الى مدينة دمشق للدراسة و التحق في معهد العلوم الاسلاميه ودرس فيها علوم الشريعة على يد أستاذه الشيخ علي الدقر رحمه الله وحصل على شهادة من المعهد باجتيازه المواد المقررة بنجاح . ثم عاد بعد ذلك إلى الأردن وكان يدرس الطلاب عنده في البيت ويعلمهم القراءة وحفظ القرآن وعمل كذلك إمام مسجد عجلون وخطيبا للجمعة في نفس المسجد ثم بعد ذلك عمل في الأوقاف وتدرج في الوظيفة إلى أن أصبح مديرا للأوقاف ومفتي للواء علما بان عجلون كان يتبع لها كريمة وأبو عبيدة كما عمل مأذون شرعي . هذا على صعيد العمل الحكومي أما على الصعيد الشعبي فهو رمز من رموز المنطقة المعدودين وشيخا لعشيرته وكان يسخر كل وقته في خدمة أقاربه وعشيرته وأهل منطقته وقد نذر نفسه لإصلاح ذات البين. ومن المواقف المشهودة انه وقعت جريمة قتل عند عشيرة الربضيه في عجلون وكان الجاني من نفس العشيرة ولكن الجاني والمجني علية كل واحد من فخذ وقد استجار أهل الجاني بعشيرة الصمادية ممثله بشيخها محمد احمد الصمادي وقام بتوجيه أهله وأقاربه إلى حماية أهل القاتل وعندما جاء وقت الصلح العشائري أصر أهل المقتول على حضور القاتل ومعه السلاح الذي قتل فيه وبعد ذلك سيكون الخيار لأهل المقتول إما قتل الجاني أو إخلاء سبيله وبعد جدال طويل بين الجاهة التي كانت تضم معظم رجالات ووجهاء العشائر الأردنية وأهل المقتول ووصول المباحثات إلى طريق مسدود فما كان من المرحوم الشيخ محمد احمد الصمادي إلا أن احضر ولده وقدمه لأهل المغدور وقال لهم هذا ولدي اقدمة لكم لتقتلوه بدل ولدكم لأني أنا أسد مكان دخيلي ومن واجبي حمايته فعندها ما كان من أهل المقتول إلا أن تراجعوا عن موقفهم وتم الصلح العشائري. فما هذا إلا جزء بسيط من مواقفه الرجولية بالإضافة إلى كونه كان السد المنيع للدفاع عن اقاربة وعشيرته وجميع أهالي المنطقة وحفظ حقوقهم وخدمتهم هذا على الصعيد الداخلي. وأما على الصعيد الإقليمي فكانت تربطه علاقات وصداقات حميمة مع جميع العشائر في المنطقة والأردن عامه ومع شخصيات مهمة في الأردن من ضمنهم سماحة الشيخ محمد أمين الشنقيطي الذي أصبح وزيرا للأوقاف وقاضي للقضاة الشرعيين والذي كان يقضي عطلة عيد الأضحى سنويا هو ومجموعة من أصحاب السماحة المشايخ ضيوفا على المرحوم الشيخ محمد الصمادي . وعلى المستوى الوطني فكان رحمه الله شخصية مرموقة لها وزنها واعتبارها في الأردن وخير دليل على ذلك هو ماكتبه سعادة الشيخ فهد المقبول الغبين احد شيوخ عشائر بني صخر تحت عنوان مواقف لا تنسى عن مؤتمر أم العمد الشعبي الذي عقد عام 1937 بدعوة من الشيخ مثقال باشا الفايز لزعماء ووجهاء إمارة شرق الأردن آنذاك وذلك لبحث عدة أمور منها : 1- تغلغل النفوذ الانجليزي في البلاد 2- إحكام السيطرة على عدم دخول اليهود إلى إمارة شرق الأردن 3- إيواء وحماية أفراد وثوار فلسطين المتواجدين في مضارب العشائر الأردنية 4- حماية وإيواء ثوار سوريا المتواجدين في مضارب العشائر الأردنية ومنهم شكري القومتلي وسلطان باشا الأطرش ورفاقهم 5- مساعدة الشعب الفلسطيني بالسلاح والمال والمؤن وكان الشيخ محمد الصمادي رحمه الله هو احد هؤلاء المشاركين في هذا المؤتمر حسب التقرير المرفق والموقع من العميد المتقاعد الشيخ فهد مقبول الغبين بالاضافة الى العديد من وجهاء المملكة وكان منهم من عجلون الشيخ راشد باشا الخزاعي والشيخ محمد باشا الأمين المومني رحمهم الله وأسكنهم فسيح جنانه . وبقي رحمه الله وفيا لأسرته وعشيرته ووطنه حتى وافته المنية في اليوم الثامن من شهر نيسان لعام ألف وتسعمائة وثمانون في دولة الإمارات العربية المتحدة اثر حادث مؤسف أثناء زيارته إلى دولة الإمارات العربية المتحدة حيث نقل جثمانه الطاهر بعد ذلك إلى وطنه ووري الثرى بين أهله ومحبيه حيث قام أهلة وعشيرته وأقاربه وأبناء بلده وأصدقائه بتشييع جثمانه الطاهر وسط حزن شديد على فقدان علم من أعلام عجلون والوطن . و قام رئيس بلدية عجلون آنذاك والمجلس البلدي باتخاذ قرار بإطلاق اسم المرحوم الشيخ محمد احمد الصمادي على احد شوارع مدينة عجلون.

Source - المصدر : مشاركة من اصدقاء الصفحة
Pinterest Twitter Google

>