معان - ( ذكريات سيل معان )
بقلم : الاستاذ عبدالله حامد كريشان
"في الذكرى الخمسين"
في مثل هذا اليوم وفي مثل هذه الساعة قبل خمسين سنة كانت كارثة معان او ما يسمى بسيل معان..
(يوم الجمعة 11/3 1966 )
كنت شاهد عيان على احداث جسام رأيتها بام عيني حيث كنت اقف حينها مع الكبار امام بيت ابو هلال بمنطقة الطور المرتفعة وكانت الاحداث تمر من تحتنا وعلى مرأى منا...لن اتكلم عن المأسي التي رايت فهي كثيرة.. لكني ساتكلم عن الامل..
رايت رجلا اقبل من بعيد تحمله المياه فوق برميل تشبث به..اقبل من هناك من خلال ما تهدم من سوق معان باتجاه الشلالة ثم باتجاه بساتين النخيل التي تحتنا..تابعته بنظري فاذا به يختفي هناك كانما سقط مع المياه في بئر.. وسرعان مع خرج مع برميله تتقاذفه مقدمة السيل حتى وصل بقربنا تماما فامسك بعمود لكن المياه ارتفعت بسرعة..فصاح به بعض الرجال ليمسك باحد الواح الخشب الطافية ..وفعل.. فأخذه اللوح الى نخلة قريبة جدا فتسلق عليها وجلس..بعد نصف ساعة تقريبا كانت المياه العاتية التي فجرت السد هناك عند البيارة.. قد اخذت كل ما في طريقها من منازل ومحلات تجارية وسيارات مع الارواح الزكية المرحومة باذن الله..واتجهت نحو قيعان الجفر..
القى الرجال الحبال لسحب الرجل الذي كتبت له الحياه مع جائزة ثمينة.. خرج الرجل سالما غانم فرحا بنجاته وبجائزته ..فقد جاءته وهو على النخلة (قلادة ذهبية عامرة)...لتتحقق المقولة ..(اعطيني عمر وارميني في سيل معان وساحصل على قلادة)
رحم الله شهداء سيل معان ..ودامت معان عامرة.. أمنة..مزدهرة.. متطورة.. باهلها
الصورة من ارشيف : خليل فالح كريشان مشكورا