المجاهد يوسف المرزوق العبادي ( أبو ممدوح)
هو يوسف المرزوق المقبل الحامد العونة المناصير العبادي( أبو ممدوح ) علم من أعلام المناصير وعباد ، وقامة عالية من قامات عباد والبلقاء ، عرفه القاصي والداني بكرمه وجوده وسماحته وطيبته ونخوته العربية .... ولد أبو ممدوح في قرية البحاث بوادي الشتاء وتلقى قليلا من التعليم في الكتاتيب ...
وانتقل للسكن في وادي السير مركز القضاء الذي تتبعه وادي الشتاء حوالي عام 1941 سكن فيها لمدة خمس سنوات، ثم انتقل إلى عمان فسكن ( جبل النظيف ) حوالي عام ١٩٤٦ ، كان يعمل في تجارة الحلال داخل الأردن ومع سورية وفلسطين .
وذاع صيت أبو ممدوح العبادي في عمان بين عشائر البلقاء والأردن ، واخذ الجميع يتحدث عن شجاعته وكرمه ، وعزة نفسه ، وكان كرمه مضرب المثل بين أهل عمان ، وكانت تربطه علاقات مع جميع أهل عمان وما حولها وبعشائر بني صخر والحمايدة والعجارمة والعدوان اذ كانت علاقاته واسعة جدا ومعارفه كثر الى حد كبير ...
وكان يرسل السلاح للمجاهدين في فلسطين عن طريق تجارته في الحلال ، حيث تعرف على المجاهد عبد القادر الحسيني ، حيث التحق به وخاض معه معارك في ميشيرم ووادي الجوز وانحاء القدس ، وأصيب في وادي الجوز عام ١٩٤٨ من قبل الإنجليز ولكنه أصاب إنجليزي في أنفه وقتل وبعض الروايات تقول أنه يهودي ، وسجن من قبلهم ..
وروى الحاج عبد الحفيظ الدرويش المناصير وهو من أقارب أبو ممدوح وابناء عمومته انه اشترك مع عبد القادر الحسيني في جهاده ضد العصابات الصهيونية عام 1936 ، واشترك في معركة مشيرم في الحي المهود من مدينة القدس وقد جرح في المعركة ، وقد حاول اليهود أخذه من المستشفى وحاولوا اغتياله ، ثم نقل إلى السجن ، فحضر قريبه عبد الحفيظ درويش المناصير من الأردن وقابل الحاكم العسكري البريطاني طالبا الإفراج عنه ، إلا أنهم اخبروه انه متهم بقتل يهودي ، وقد واصل عبد الحفيظ الدرويش المناصير متابعة السعي للإفراج عنه مع الحاكم الانجليزي في القدس ، إلى أن تمكن من اخذ الموافقة ، فعاد معه إلى أهله في الأردن .
قام عدد من الشعراء برثاءه منها قصيدة إبراهيم المريشد المناصير :
البارحه ما غظت العين بنعاس ***يسقي على الوجنات شاطي بحرها
هاج الضمير وقمت اقلب بالأخماس ***وش يودع يا سبة سهرها
حاويتها ليا فج الادماس ***مالمتها يوم بين كدرها
على عزيز علمه عام بالناس ***الشيخ ابوممدوح هيا سفرها
ليت ما جانا العلم بسلك نساس ***ولا بدار الصحافة سجل خبرها
مرحوم بيت الكرم والجود والاحساس ***اقفى من الدنيا ما عده ذكرها
كان المشعل بربعة البيت ينعاس ***وكم حايل للرفاقة نحرها
وافي الخصايل يزهي بالالباس ***بدر يلالي باسط شهرها
اخو غيظه للجماهير حباس ***حصان المجالس لنه حضرها
دومن عزوم وما نعن بالراس ***وكم طايله عن ربعه قصرها
شيخ قديم وساس على ساس ***من فروع طايله مركب ثمرها
لوقست على الدنيا ما قط تنقاس ***الكل منا واقعن بغمرها
افراقه اسقاني معلقم الكاس - قاسي مرارة واثر بي خطرها
من لامني من المخلوق يمضي بالاتعاس - يفقد الفيحاء وينزل من ظهرها
وقصيدة رثاء نظمها احمد المرزوق أبو حاتم شقيق المرحوم بمناسبة مرور عامين على وفاة أبو ممدوح قال فيها :
من شهر عشرة اوحس القلب دميان **** ونار تولع بالضلوع الخفية
جاني الخبر بسلوك اسرع من الجان *** اوع تأخر اخوك حاله ردية
قمت على الحنتور وشعلت نيران *** وامشي خمس ساعات بساعة ونية
كل من لحظني قال هذاك سكران *** سرعة تخيف العقل ماهي ونية
قصدت انا الكعبة واطلب من الرب غفران *** ما ادري غراب البين مخيم عليا
اخوي رحل وبالدوارس سكان *** وما ظنيت ان الدنيا تعيده عليا
قمت اتوكى على العصا وصرت تعبان *** وما لي عضيد جيد نية
اطلب من الله خالق الانس والجان *** ولجنة الفردوس راحة هنية
من عقبكم يا اخوي ما ابكي على انسان *** ولو اني اشوف الخلق كله جثية
واختمها بالنبي ولد عدنان *** يشفع بنا يوم تدنى المنية