القمر يسرق أمي - منيره الزعبي
في احد ليالي قرية خرجا الغافية على ضوء القمر ،عاكسا أشعته على الوهاد والتلال ،تتأبط والدتي (ألمكفية)وهي وعاء مصنوع من القش تستخدم لوضع المنتوجات من فواكه وحبوب، وكانت النساء يتنافسن في صنع هذه الأدوات ،من حيث دقة الصنع والزخرفة. أخذت أمي تغذالسير في طريق الوادي الدقيقة والمتعرجة ،كي تصل ءبساتين الرمان والتين . الجو ساكن ولا يشقه الا خرير الماء المنحدر من عين غزال ،ورائحة الأشجار تعبق بالانوف، مع نسائم الصيف العليلة ،وفي هذه الأثناء تعًّرج أمي الى البستان وتدخله محدثة حركه وضوضاء ،وعندها!? يندهها عمّهاالذي ينام في البستان و يقول :وش هالزول ؟فتجيبه انا حمده !؟فيزجرها،ويقول لها مين اللي جابك بهالليل؟ فتجيبه لحالي ، فأخذيؤنبها ويلومهارافعا صوته، الا تخافين من الضباع والبواهش ؟! ومشى الى مصدر الصوت ،وأردفها وراء ظهره على دابته، وعادا معا الى القرية التي مازالت تتراقص أضواؤها في عتمة الليل ،تبشر ببزوغ فجر جديد . فحينها أدركت والدتي أن الصباح لم يبزغ ،واختلط عليها ضوء القمر مع ضوء الفجر. رحم الله أمهاتنا اللواتي سرقهن العمل من أحلامهن